صورة
مازال العنف الأسود، ومازالت شياطين التعصب الحمقاء تعبث بأصابعها فى ملاعب كرة القدم (الروايات متضاربة) فما حدث فى بورسعيد بين جماهير الأهلى والمصرى تجسيد للفوضى والبلطجة، ثم ما وقع من اعتداء على فريق الأهلى من جانب بعض جماهير الإسماعيلى، يؤكد أن وقت النصح والخطب والكلام فات ومات، وأقسم أنه ميت منذ سنوات، والحل هو تطبيق القانون وقلت ألف مرة إن الذى يحرق سيارة أو يدمر منشأة عامة، لابد أن يحاكم ويعاقب.
وأن كل فوضى فى التاريخ تواجه بالشدة، ولا تنفع معها الأغانى وكلام الجرايد وخطب البرامج، ولو تعاملت الدولة مع هذا العنف بقوة، وبقانون البلطجة، فسوف يرتدع كل الشياطين الذين يرون أن الانتماء لفرقهم يحصنهم من العقاب.
●كنت أظن أن المتعصبين والموتورين، سيتغيرون بعد الثورة، وأن اعتبار الفريق وطنا يستحق القتال من أجله قد سقط بعد أن استرد الشعب وطنه، وأصبح الأهم أن نقاتل من أجله كى نبنيه، وننهض به.. كنت أظن أننا لم نعد نختصر مصر فى فريق، ولم نعد نختصر الوطنية فى رفع العلم والاحتفال بعد كل فوز بمباراة.
●نعم كانت البلد مشغولة بكرة القدم، وهذا ليس عيبا فى اللعبة، ولكنه عيب فينا، كانت تلك حالة مرضية انتشرت فى مصر التى شغلتها أيضا طوال سنوات عشرات القضايا التافهة، ومنها معارك الشخصيات العامة وعروض الأراجوزات فوق مسارح الشاشات والفضائيات، التى يقدمونها لتسلية الشعب..
لكنى أعود وأكرر أن الشعوب التى تعيش حياة صحية سليمة ترتب أولوياتها وفقا لظروفها. فتنغمس فى ممارسة السياسة، وتهتم بالفنون وبالرياضة والأدب والثقافة وشتى جوانب الحياة.
ولو كان إلغاء الرياضة وكرة القدم حلا، فإن ذلك على سبيل المثال لا الحصر، يعنى إلغاء السينما لأنها أفسدت عقول الشباب، وإلغاء الامتحانات، لأنها نتاج نظام تعليم فاسد. وإلغاء المسارح والمعارض، لأن بعضها من بنات أفكار النظام السابق.
●إن الثقافة والحضارة فى أبسط تعريفاتها: أسلوب حياة.. كيف نمارس السياسة، وكيف نفكر، وكيف نتحاور، وكيف نتكلم، وكيف نأكل، وكيف نلعب، وكيف نعمل من أجل المستقبل ومن أجل بناء البلد..؟
ولكن للأسف الوقت يضيع وكذلك الجهد فى شكليات وفى تفاهات، من نوع الغوا كرة القدم وأوقفوا الرياضة..
وما هو الاسم الجديد لمحطة مترو الأنفاق التى كانت تحمل اسم الرئيس السابق؟ يا إلهى كيف أصبحت الجماجم مليئة بكل هذا الهراء والهواء؟ ومن الذى قال إن البلد لن ينام مادام هناك محطة مترو تحمل اسم مبارك.. وماذا عن المنافقين الذين أطلقوا اسمه على مئات المدارس والملاعب والشوارع والميادين والمستشفيات والأكاديميات والمشروعات.. لماذا تتركونهم بلا حساب..؟!
●وأخيرا من الذى قال إن العجز أمام البلطجية والمتعصبين فى الملاعب يكون بإلغاء الرياضة.. هل ينتصر علينا الفتوات؟!