أنا لا أوافق سقراط على قوله المشهور "تزوج أيها الشاب على أية حال, فإن تزوجت امرأة صالحة حظيت ببركة مزدوجة, وإن تزوجت امرأة حمقاء صرت فيلسوفاً". ذلك أنني أعتقد أن الله يريد أن يعطي المؤمن الأمين الخاضع لكلمته زوجة متعقلة تملأ حياته سعادة "البيت والثروة ميراث من الآباء. أما الزوجة المتعقلة فمن عند الرب" (أم 19: 14) وما يقال للشاب يقال للفتاة.
ونصيحتي إليك أن ترسم في ذهنك للفتاة التي تريدها زوجة تشارك رحلة الحياة وأن ترسمي صورة في ذهنك للفتى الذي تريدينه زوجاً يشارك رحلة حياتك.
واذكر أن الفتاة التي ستختارها, إما أن تساعدك على التقدم والنجاح في الحياة وإما أن تحطم آمالك وتدمر طموحك, وتسلبك ثقتك بنفسك. واذكر أيضاً أن الفتاة التي ستختارها ستكون أماً لأولادك ستتولى تربيتهم, وبنيان شخصياتهم وإعطائهم القيم التي يعيشون بها في الحياة.
واذكري يا فتاتي أن الشاب الذي ستوافقين على الزواج منه إما أن يساعدك على تحقيق طموحك وآمالك, وإما أن يدخل معك في صراع يدمرك. واذكري كذلك أنه سيكون أباً لأولادك يأخذونه مثالاً وقدوة ويتعلمون منه قيم الحياة لذلك اجسلي وارسمي الصورة التي تريدينها في ذهنك.
إن شريك الحياة الذي يملأ حياتك سعادة وهناء واستقرار هو ذاك الذي قالت فتاة مقبلة على الزواج في وصفه:
(1) شخص يملأ فراغ حياتي ويخفف علي إحساسي بوحدتي.
(2) شخص أستودعه أسراري, ولا يتأفف من حديثي عن آلامي ومشاكلي وآمالي.
(3) شخص يحترم مشاعري, ويفهم عواطفي, ويقدر أفكاري وإمكانياتي.
(4) شخص يقدر مواهبي, وجهودي, ومنجزاتي.
(5) شخص يساعدني – دون أن يلغي شخصيته – على اتخاذ قراراتي.
(6) شخص يلهب طموحي ويدفعني للأمام وإلى الارتقاء بحياتي.
(7) شخص أعتمد عليه ويعتمد علي ويكون شريكي بحق في رحلة حياتي.
(
شخص يزيد من ثقتي بنفسي, ور يغار أو يخاف من نجاحي.
(9) شخص يسندني في تجاربي, ويشجعني في أزماتي, ويعزيني في أحزاني.
(10) شخص يقبلني بسرور كما أنا بكل قصوري ونقصاني وضعفاتي.
(11) شخص يعتبر نجاحي نجاحه, ويعجب بقدراتي ويشعرني بأهميتي.
(12) شخص يحبني حباً صافياً حقيقياً, ويظهر حبه في أمانته, وصبره, ومجاملاته, وغفرانه, وإخلاصه, وانسجامه معي.
(13) شخص يشبع حاجات جسدي.
(14) شخص أعيش معه بروحي, ونفسي, وجسدي, وعقلي.. لا بمجرد جسدي.
وفي اعتقاد أن هذه هي الصورة لشريك الحياة, أو شريكة الحياة, في كل زواج سعيد.. ومن أسف أن الكثيرين من الشبان والشابات تغيب عنهم رؤية هذه الصورة المتكاملة, فيكتفون بجانب منها, ويتزوج الواحد منهم, أو الواحدة منهن على أسس مصلحية مادية, أو على أسس أسرية اجتماعية أو على أسس جسدية جمالية, بغير اعتبار لهذه العناصر الأساسية لكل زواج ناجح سعيد ومن هنا تنمو أعشاب التعاسة في حياتهم مع الأيام.