وحبنا له يدفعنا لطاعة وصاياه "إن كنتم تحبونني فاحفظوا وصاياي" (يو 14: 15).
هذا يأتي بنا إلى الحديث عن ضرورة احترام المرأة لزوجها كما قال بولس الرسول "وأما أنتم الأفراد فليحب كل واحد امرأته هكذا كنفسه وأما المرأة فلتهب رجلها" (أف 5: 33).
واحترام المرأة لرجلها يعني تقديرها له, وإكرامها لشخصه, ومعرفتها بقدراته وهو نابع أصلاً من احترام الرجل لها, ومن إكرامه لشخصها, ومعرفته بقدراتها.. وهو نابع فوق ذلك من كيفية حديثه معها ومعاملته لها.
إن الزوج الذي يستخدم في أحاديثه ألفاظاً سوقية, ويترجم غضبه بكلمات جارحة نابية لا يمكن أن يحظى باحترام زوجته, لكن الزوج الذي يختبر كلماته فتخرج مهذبة رصينة نظيفة لطيفة يحظى بتقدير زوجته واحترامها وهيبتها له.
ولا بد هنا أن أنبر على حقيقة طالما فاتت الكثيرين, وكان الجهل بخطورتها سبباً في تصدع بنيان بيوتهم وانهيارها, هذه الحقيقة هي أنه إذا تسرب الاحتقار إلى قلب المرأة لشريك حياتها, كان هذا نذير ببداية تصدع حياتها الزوجية.
نقرأ في سفر صموئيل الثاني هذه الكلمات "فذهب داود وأصعد تابوت الله.. كان كلما خطا حاملوا تابوت الرب ست خطوات يذبح ثوراً وعجلاً معلوفاً وكان داود يرقص بكل قوته أمام الرب,. وكان داود متنطقاً بأفود من كتان ولما دخل تابوت الرب مدينة داود أشرفت ميكال بنت شاول لاستقبال داود وقالت ما كان أكرم ملك إسرائيل اليوم حيث تكشف اليوم في أعين إماء عبيده كما يتكشف أحد السفهاء. فقال داود مكيال إنما أمام الرب الذي اختارني دون أبيك ودون كل بيته ليقيمني رئيساً على شعب الرب إسرائيل. فلعبت أمام الرب. وإني أتصاغر دون ذلك وأكون وضيعاً في عيني نفسي وأما عند الإماء التي ذكرت فأتمجد, ولم يكن لمكيال بني شاول ولد إلى يوم موتها" (2 صم 6: 12 - 23).
لقد تهدمت حياة مكيال باحتقار زوجها بغير سبب صحيح في قلبها, ثم ظهر هذا الاحتقار مكشوفاً في حديثها إليه بعد عودته ليبارك بيته, ورد عليها داود بقسوة وأراها أن تصاغره هو أمام الرب.. ويبدو من الحديث في عدد 23 أنه امتنع من ذلك اليوم من معاشرتها كزوجة ولذا "لم يكن لمكيال بنت شاول ولد إلى يوم موتها". وهكذا دمرت حياتها باحتقارها لزوجها على غير أساس عادل لهذا الاحتقار.
فقبل الإقدام على الزواج عليك أن تعرف مركزك وعليك أن تعرفي مركزك إن كانت رغبة كل منكما هي الزواج السعيد.