نيويورك تايمز: جمال وعلاء مهزوزان ولا يصدقان أنهما خلف الأسوار
الأحد، 17 أبريل 2011 - 14:25
جمال وعلاء مبارك
كتبت رباب فتحى
ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" على صدر صفحتها الرئيسية أن جمال مبارك، النزيل رقم 23، وشقيقه علاء، النزيل رقم 24 لا يزالان غير مصدقان أنهما وضعا خلف الأسوار فى مزرعة طرة، تلك المزرعة التى لا يوجد بها ما يمت للزراعة بصلة، ومؤلفة من طابقين مصنوعان من الخرسانة المسلحة، واحتجز خلفه لسنوات هؤلاء الذين ينظر لهم كأعداء للأقوياء.
والآن فعلى ما يبدو بات يضم لفيف من أبرز المسئولين فى الدولة فى عهد الرئيس السابق حسنى مبارك.
وقالت الصحيفة الأمريكية فى تقريرها الذى أعده مايكل سلاكمان ومنى النجار ، إن طره تضم الآن نجلى مبارك، جمال الذى كان فيما مضى أميرا للمشهد السياسى، وعلاء الذى كان قائدا لنخبة رجال الأعمال، وأحمد نظيف، الأستقراطى الذى قال مرة إن المصريين ليسوا مستعدين بعد للديمقراطية، وزكريا عزمى، أقرب أصدقاء الرئيس مبارك، وفتحى سرور، رئيس البرلمان والموالى للحزب.
ويقول حراس السجن إنهم سجناء منصاعون، ولا يزالون يشعرون بالدهشة لكونهم خلف الأسوار، التى لم يحلموا يوما بأن يحتجزوا ورائها، ويأكلون طعام يجلب لهم من الخارج، وهذا حق لأى معتقل لم تتم إدانته بعد، ولكن جمال على ما يبدو الأكثر اهتزازا فهو يرفض فى أغلب الأوقات أن يأكل رغم أنه يتقاسم زنزانته مع علاء.
ونقلت "نيويورك تايمز" عن مسئول بالسجن رفض الكشف عن هويته ووصف الوضع بالداخل قوله "عليك أن تضع فى الاعتبار أنهم مكسورون، فهم يفعلوا كل شئ يطلب منهم، ولا يرفعون أصواتهم".
ورغم أن الرئيس السابق لم يحتجز بعد فى مزرعة طرة، إلا أنه اعتقل بالفعل، وإذا تحسنت حالته الصحية، فأغلب الظن سيذهب معهم.
ويقول المسئولون إن مبارك نقل إلى مستشفى عسكرى فى القاهرة، وإنه كغيره من المسئولين، سيتم استجوابه من قبل وحدة فساد خاصة داخل مكتب المدعى العام. فى الوقت الذى لا يزال فيه ميدان التحرير يعج بالشباب الذين يراقبون العناوين الرئيسية التى تقول بإن مبارك سيتم استجوابه مجددا يوم الثلاثاء المقبل.
ومضت الصحيفة تقول إن المصريين فى شتى أنحاء البلاد فى المقاهى والمطاعم والمنازل لا يزالون غير مصدقين لما اعتبروه دوما مستحيلا، فحملة الاعتقالات هذه استقطبت الرأى العام منذ تنحى الرئيس مبارك، بل ومنحتهم شعورا بالأمل نحو المستقبل، فالرجال المحتجزون يمثلون قلب هيكل القوى، وليس فقط الرأس.
وأشارت إلى أنه مع اعتقال قادة الحزب الوطنى الديمقراطى، أعلنت المحكمة الإدارية العليا أمس السبت أن الحزب سيتم حله وستحصل الحكومة على جميع مقدراته. ورغم حدوث كل هذا، إلا أن هذه اللحظة بالنسبة للكثير من المصريين تمثل أمرا حلوا ومرا فى الوقت نفسه، فهم يشعرون إنه حتى مع محاكمة سماسرة السلطة، وحتى وإن أدينوا وحكم عليهم بالحبس، فهذا يساعد على تسوية مشاكل الماضى ولا تقدم طريقا أكثر وضوحا للمستقبل.
"لست متأكدا من أن هذا سيجعلنا نمضى إلى الأمام، وذلك لأننا حتى الآن لم نتقدم للأمام، فنحن لا ننفك نمشى ورؤوسنا موجهة إلى الخلف ناظرة إلى الماضى، نتحدث عما حدث، ونحاكم المسئولين، ولكن الجهد البنائى لم يبدأ بعد، وشخصيا لا أدرى لماذا تأجل هذا"، هكذا أكد محمد سلماوى، رئيس اتحاد الكتاب.