خير من حمر النعم
حدَّث علي بن أبي طالب رضي الله عنه وكرم وجهه بعض أصحابه عنه وعن زوجه البتول فاطمة الزهراء رضي الله عنها بنت النبي صلى الله عليه وسلم فقال: كانت أكرم أهله عليه، وكانت زوجتي فجرت أي عملت، بالرحى حتى أثر الرحى بيدها، واستقت بالقربة حتى أثرت القربة بنحرها، وقمت البيت حتى اغبرت ثيابها، وأوقدت تحت القدر حتى دنست ثيابها، فأصابها من ذلك ضر. وقدم على رسول الله (صلى الله عليه وسلم)سبي، فقلت لها: انطلقي إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم)فسليه خادما يقيك ضر ما أنت فيه، فذهبت فاطمة إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم)حين أمست، فقال لها رسول الله (صلى الله عليه وسلم): مالك يا بنية؟ قالت: لا شيء جئت لأسلم عليك! واستحت أن تسأل شيئا، فلما رجعت قال لها علي: ما صنعت؟ قالت: لم أسأله شيئا واستحييت منه. ثم أمرها على أن ترجع إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فرجعت ولم تسأله شيئا. فلما كانت الليلة الثالثة ذهب علي وذهبت معه فاطمة، إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فقال لهما، ما أتى بكما؟ فقال علي: يا رسول الله! شق علينا العمل، فأردنا أن تعطينا خادما نتقي به العمل. فقال لهما رسول الله (صلى الله عليه وسلم): هل أدلكما على خير لكما من حمر النعم؟ قال علي: يا رسول الله! نعم. قال: تكبيرات وتسبيحات وتحميدات مائة حين تريدان أن تناما، فتبيتان على ألف حسنة، ومثلها حين تصبحان، فتقومان على ألف حسنة.