الأقصى هدم
حروفها تبعثرت وهي تواجه موج الأسئلة العارم
لماذا؟
كيف؟
متى؟
أين؟
حاولت أن تتهرب .. فانطلقت أعينها صوب البوابة ... صوب كل شيء هناك ... دمعت عيناها ... وقفت الكلمات في حلقها ... كادت أن تنتق الكلمات من مرها ... ولكنها حبستها كي لا تواجه الأمر ... موج من الأسئلة جديد..!
كانت تحدثهم ... تحاول أن تذكرهم ... بعهد مضى ... بمسجد كان يقع على تلك البقعة ... في ذلك المكان ... كانت تحدثهم عن أبوابه وقبابه ... مدارسه ومصلياته وساحاته ... تحدثهم عن تلك القبة الذهبية والصخرة التي تحويها... صخرة المعراج إلى السماء ... كانت تحدثهم وأعينهم تحدق فيها ... لم ترتسم في مخيلتهم أي صورة ...كأنها تحدثهم عن الخيال ...
أمي لماذا هدم ؟
كيف حدث هذا؟
متى حدث؟
أين هي القبة الذهبية .. أين المصليات والمدارس والساحات ؟
عن ماذا تتحدثين؟
لماذا تبكين؟
أبنائي ... في عهد مضى كان في فلسطين .. في بيت المقدس ... في تلك البقعة الطاهرة ... التي عرج منها رسولنا الكريم إلى السماء ... وأسري به إليها من مكة ... كان هناك المسجد الأقصى ... لا تتخيلون كم هو جميل ذاك المسجد ... كم هو طاهر ... هو بوابة السماء في هذه الأرض... أحبتي دخل اليهود بيت المقدس وعاثوا فيها الفساد ... وحاولوا هدم المسجد الأقصى مرات عديدة ... ولكنهم لم يستطيعوا كان هناك عدد من الشبان يحمونه يذودون عنه بصدورهم العارية ... لكنهم ماتوا ... لم يبقى أحد ... وهدم المسجد الأقصى ؟!
لم يلجمهم الصمت لكنهم قالوا في صوت واحد غاضب سألوها أمي أين كنتم ؟ أين كان العرب؟ ألم يكن هناك تلفاز ترون فيه الأحداث؟ ولا انترنت ولا مذياع ؟ أمي أين كنتم أين كنتم؟
استيقظت على هدير صوتهم من نومها ... من حلمها المرعب ... استيقظت وأقسمت أن لا يضيع الأقصى أن لا تضيع القدس وهي على قيد هذه الحياة ستري أبناءها الأقصى محررا ... وإن لم يكن فستعدهم ليكونوا هم جند التحرير ...