لبنت حبيبة أبيها وليست أمها!.. فعلي الرغم من أن الأم هي صاحبة اللمسة السحرية والمسئولة عن تربية الأولاد, ولكن دائما نجد أن البنت تفضل الجلوس مع والدها وقضاء أطول وقت معه بعيدا عن الأم.
كما يميل الأب أيضا بصورة كبيرة لابنته ويعتبرها فاكهة المنزل مما قد يؤثر بصورة سلبية علي علاقة الأم بالابنة ومحاولة احتوائها خاصة في فترة المراهقة. علماء الاجتماع والنفس لديهم تفسير لهذه الظاهرة وطريقة علاجها.
في البداية تقول د. عزة كريم أستاذ الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية: هذه الظاهرة جاءت بالصدفة وتوارثت, فالبنت طبعها الحنان والدلع وترتبط بالأب وكذلك الأب يرتبط بها, ويظهر ذلك بصورة ملحوظة في المرحلة العمرية من عام لخمسة أعوام, حيث تقوم الأم لابنتها بخدمات أكثر من الحنان بعكس الأب, في الوقت نفسه نجد أن البنت عندما تشعر باحتياج فهي تذهب للأم حيث تشعر بالحماية.
فالأب قادر علي أن يقدم الدليل ويكون مصدر حنان في هذه المرحلة أكثر من الأم, وهنا ترتبط به الابنة بصورة كبيرة!
والواقع أن الأم لا تشعر بأي نوع من الانزعاج من تعلق البنت بوالدها في المرحلة العمرية الصغيرة, ولكن عندما تشب وتكبر وتدخل في مرحلة المراهقة تجد الأم هناك فجوة بينها وبين الابنة وتحاول الدخول إلي عالمها وأسرارها, وغالبا ما تفشل لأن جسر العلاقة لم يكتمل منذ الطفولة, وبطبيعة الحال لا تستطيع الابنة سرد تفاصيل خصوصيتها للأب ومن هنا قد تتفاقم المشكلة, حيث تبدأ الفتاة في البحث عن صداقات لتبوح بأسرارها وقد تكون هذه الصداقات غير ملائمة!
وتنصح د.عزة كريم أستاذ الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية الأم بأن تكون أكثر وعيا وتحاول احتواء ابنتها بالحب والحنان ولابد أن تتحاور معها منذ طفولتها بصورة يومية, وإذا أخطأت ابنتها لا تعنفها حتي تستمر الصداقة.
د. محمد شعلان أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر يؤكد أن ارتباط البنت بأبيها ارتباط قائم علي الحنان وأحيانا يستمر دلع الأب للابنة حتي تبلغ عشر سنوات, وهناك بعض الآباء يضعون قيودا مشددة مع الابنة وهذا يعود لطبيعة شخصية الأب.. أيضا من الأشياء التي تدفع البنت لارتباطها بوالدها المعاملة, فالذي يقوم بالعقاب في أغلب الأحيان تكون الأم, وهنا يجب علي الأم عدم تعنيف أبنائها بصفة مستمرة والتقرب لعالمهم, خاصة أن هناك الآن عوامل كثيرة تبعدها مثل الكمبيوتر ولابد أن تتعلم الأم وتتعامل مع هذا العالم حتي تدخل في دائرة معارف الأبناء.