روما ـ اغتنم رئيس الحكومة الايطالية سيلفيو برلوسكوني مناسبة مثوله امام احدى المحاكم في ميلانو (شمال) لشن هجوم عنيف على القضاء متهما اياه بانه يضطهده في قضية "روبي غيت". فقد حضر برلوسكوني الى قصر العدل في اطار المحاكمة في قضية "ميدياسيت" حيث يحاكم بتهمة التهرب الضريبي.
لكن فور دخوله الى قاعة الجلسة اقترب من صحافيين ليوجه انتقادا شديدا الى القضاء الذي "يعمل ضد البلاد" مكررا مقولته بانه سياسي مضطهد من قبل "قضاة مسيسين من اليسار".
وقال ان اصلاحات القضاء المقررة من قبل حكومته تهدف الى "منع ان يصبح القضاء سلاحا في الصراع السياسي".
ولفت الى "انها الجلسة ال2566 التي يحضرها. لا احد في العالم اضطر للدفاع عن نفسه في عدد مرتفع كهذا من الجلسات". وعندما امطر بالاسئلة حول روبي غيت، اصعب القضايا التي يواجهها، ندد برلوسكوني بـ "تهم مضحكة، لا اساس لها وجنونية".
ويحاكم برلوسكوني منذ السادس من نيسان/ابريل في قضية يتهم فيها بدفع مبالغ مالية لقاء خدمات جنسية قدمتها قاصرة تدعى روبي، وباستغلال سلطته لدى طلبه من الشرطة الافراج عنها بعد اعتقالها بتهمة السرقة.
واقر رئيس الوزراء الايطالي بانه ساعد روبي ماليا بعد ان تأثر لقصتها "لتفادي سقوطها في البغاء" ومساعدتها على فتح مركز للتجميل. واكد برلوسكوني ايضا ان "الفتاة نفت دوما تلقيها اي اموال منه. واعتبر في اطار قضية روبي غيت ايضا انه "في بلد متحضر لا يستخدم التنصت على المكالمات لانه من الممكن التلاعب بها".
وانتقد حزب "ايطاليا القيم" المعارض برلوسكوني واتهمه بانه "يريد تدمير القضاء الايطالي لضمان حصانته" خصوصا مع الاصلاح المعروف ب"المحاكمة القصيرة" والذي تجري مناقشته في البرلمان ويقلص الى حد كبير مدد التقادم لاسقاط حكم.
وعند تعليق الجلسة غادر برلوسكوني قاعة المحكمة لكنه توقف لبضع دقائق امام حوالى مئتين من انصاره الذين كانوا يحملون بالونات كبيرة زرقاء واعلام حزبه، حزب شعب الحرية. وقال لهم بعد ان امسك بمذياع "امضيت صباحا خياليا".
وقال انه "ضيع وقته" كرئيس للوزراء ينبغي "بدلا من ذلك ان يدافع عن ايطاليا على الساحة الدولية"، وذلك وسط التصفيق كما لو كان في مهرجان انتخابي. وانصاره الذين جاء بعضهم في حافلات استأجرها حزبه، انتظروه خلال ساعتين وهم يرقصون على وقع موسيقى حملته للانتخابات التشريعية في 2008: "لحسن الحظ هناك سيلفيو".